Wednesday, August 31, 2005

الرس ... والعشاق الجدد !!


لله درُّ المجاهدين ... ليس لقلوبهم ارتباطٌ طينيٌّ ... إلاّ بدافع دينيّ ...

فأرضهم كلّ أرضٍ ترضى بدمائهم شراباً لها ...

فإن أعجبتها دماؤهم ... ارتضوها أرضَ مقام ... وهاموا في حبها أيّ هيام ...

والعجيب أنّ حبّهم لا يستمرّ طويلاً ... بل سريعاً ما يقيمون أعراسهم على أرض المهجر الجديد ...

كلّما (عزّل) سوق ... شدّوا رحالهم لسوقٍ جديدة ... ليعرضوا سلعتهم التي لا يملكون غيرها ... أرواحهم الطاهرة ...

وهاهي( الأسواق) الكبيرة تعلن عن عدم استقبالها الأفواج الجديدة من العشّاق ... إمّا لاكتفاءٍ بعشّاقها ... أو لارتوائها من دماء السّابقين ...

فتحتقن بدمائِهم الزكيّة أجسادُهم الفتيّة ...

ويبحثون ... ؟!

لعبتهم خطيرة ... ولكنّها مسلية ...
أحلامهم كثيرة ... وإمكاناتهم كبيرة ...

يصنعون الأحداث ... وغيرهم يتكلّم عنها ... ويحللها ...

أما هم فلا يدرون كيف يفكّر هؤلاء المحللون (المعقّدون ؟!)

فالمسألة أبسط بكثيرٍ مما يظنون !!

لعلّ المجاطي ورفاقه لا يفقهون معنى الإمبريالية ، والراديكاليّة ، ولا تلك الكلمات المعقدة التي يستعملها من يتكلّم عنهم ؟!

ولكنهم يفقهون قول الله تعالى : { والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضلّ أعمالهم ، سيهديهم ويصلح بالهم ، ويدخلهم الجنّة عرّفها لهم }

يدركون أنّ أمكنتهم في (الجحيم) شاغرة ... وأن كافراً يقتلونه سيملؤها !!

هذا فقط ما يعرفونه ...

وشيءٌ آخر يعرفونه أيضاً ... وهو أنّ القاعدين أغبياء ... ومتخلفون ... ومغفلون ... وأشياء أخرى ... حتى ولو كانوا مسجلين في نادي (هيئة كبار العلماء) ... لأن سورة (التوبة) التي هي أوّل مقرر يحفظونه تقول : { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ، وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون } ...

المهمّ ...

إنهم يتقبلون جميع الأفكار ... إلا فكرة : القعود ...

والسبب : أنّ العاشق يغار أن يرى العيناء تعانق إخوانه ... وتعرض عنه !

عجيبة هذه العيناء ؛ لا تعانق الأصحّاء ... ولا حتى الجرحى !!

فأوّل شرطٍ لتنال قبلها الحارّة أن تفارق روحك جسدك ... والشرط الثاني : أن يكون هذا في سبيل الله !

فتعتمل الغيرة في قلوبهم حتى إنهم ليقدمون على أمورٍ يعدها الناظر الذي لا يفكر من منظورهم : تهوّراً !!

والتهوّر : كلمة لا يعترف بها المجاهدون ... لأنها لم ترد في القرآن ... ولا في السنة ... ولأنهم أيضاً لا يظنونها عربيّة ... فأحدهم حاول مرّة أن يأتي بأصلها فقال : هَارَ ، يُهَرْهِرُ ، فهو هارب !! وما احلى هروبهم يا ناس ..

وسبحانه ... وبحمده ...

كلّما رأى شوقهم للعيناء ... أقام حرباً مستعرةً ... ليشتمّوا أريج محبوبتهم منها ... فيحدون المطايا إلى بلاد الأفراح بحثاً عن رصاصة الرّحمة ، وقذيفة الخلاص !

تشيعهم حين يخرجون : عيون الرّقباء ... وألسنة الطاعنين ... وغضب الأهل ... واستخفاف الأقارب والمعارف ...

ولكنهم لا يلتفتون ... فالعيناء هناك ... سوف تستقبلهم بزغردة الفرح ... وأغاني القدوم ...

لله درّهم ... يصبغون الأرض التي تطؤها أقدامهم بصبغتهم الخاصّة دائماً ... فهل تُرى في أفغانستان وادٍ أو سهل لم يطرب لهم وهم يرددون :

في سبيل الله نمضي ... نبتغي رفع اللواء

وهل مرت على أودية أوربا ليالٍ هي أعذب من تلك التي كان يسمر فيها مع غرباء (البوسنة) ينشدون :

يالله على بابك ... يا كريم ... يا كريم ...
ما خاب طلابك ... ياكريم ... يا كريم ...
كله على شانك ... يا كريم ... يا كريم ...

عالمهم خاصٌّ جداً ... له فعل المخدّر في أجساد المدمنين ... لا يستطيع داخله أن يودّعه ليعود إنساناً عاديّا منخرطاً في (المجتمعات الجاهليّة) !!

أحدهم رأيته ... بعد أن (عزّل) سوقٌ ... حزيناً ... كئيباً ... يظنّ أنّ بضاعته ردّت !

لله ... ما أقسى الشّعور ؟

قلت له : هل في شكّ أنت من قول حبيبك (صلّى الله عليه وسلّم) : (( الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة )) .

تالله لن يوقف الجهاد سقوط الإمارة ، ولا اكتفاء الشيشانيين بمن عندهم من العرب ، ولا ما أشبه تلك العوائق ؟

والله لن يتعطل الجهاد بالتّضييق على الموحّدين ... ومطاردتهم ... ومليء السجون بالأخيار منهم ...

فوالله إنّ بعد (أفغانستان) (طاجيكستان) وبعد هذه (بوسنة) وبعدها (شيشان) وبعدها العراق وبعد (العراق) : الرس ؟

هبت ...
هبوب الجنة ...

0 Comments:

Post a Comment

<< Home