Saturday, August 13, 2005

الشيخ نشأت

بقلم د. محمد عباس


لا أعرف عنه سوي اسمه، أعرف أيضا بعضا من رسمه حين كنت أراه عبر آلاف الرؤوس.

أما البداية فقد كانت منذ عشرة أعوام، وفي فندق ماريوت بالقاهرة. كنت في الفندق لشِأن من شئوني، وحان وقت صلاة الجمعة، وبدأت البحث عن مسجد الفندق، لكنه كان واسعا جدا فتهت في دروبه. قيل لي أن مساحة الفندق عشرات الأفدنة، و كنت أسرع الخطو، و أذناي تتعقب صوت خطيب الجمعة، وتذكرت واقعة فساد صاخبة، حين نشرت الأهرام أيامها – وهي من صحف النظام- أن أرض فندق ماريوت تساوى 900 مليون جنيه وتم التقييم ب 700 ألف جنيه فقط ." و أتذكر كيف لم أصدق في البداية نفسي، فرحت أعيد قراءة الخبر مرة بعد مرة:

كتب محمد سلامة: طلب بنك الاستثمار القومي بضرورة الالتزام بالتقييم الاقتصادى وفقا لأسعار السوق الحالية وذلك عند إعادة تقييم أصول شركات قطاع الأعمال العام (…) كذلك تم تقييم مساحة فندق ماريوت بالقاهرة والتى تتجاوز 14 فدانا بمقيمة إجمالية705 ألف جنيه مع أن سعر المتر المربع بهذه المنطقة لا يقل حاليا عن 15 ألف جنيه لتصل قيمة مساحة أرض الفندق فقط دون المنشأت إلى 900 مليون جنيه ، اى ما يعادل 1200 ضعف السعر المقرر لها."

ورحت أذكر كيف أن الأهرام واصلت الحملة، لتزيد من الرقم الذي تساويه أرض الفندق إلي مليار جنيه .. ولم يعقب أي أحد.

ويومها، منذ عشرة أعوام، لم أكن أعرف أن الـ14 فدانا مساحة هائلة هكذا خاصة عندما تكون مشغولة بالمباني والمنشآت.

عندما اهتديت أخيرا إلي المسجد كان الإمام قد فرغ من الصلاة. أصابني ألم حاد لفوات صلاة الجمعة، هرعت إلي خارج الفندق باحثا عن مساجد حوله متتبعا أذني اللتين راحتا تسترقان السمع إلي صوت خطيب، فكلما وصلت إلي مسجد وجدتهم يفرغون لتوهم من الصلاة. وازداد ألمي، ورحت أقرع نفسي، لماذا لم أذهب إلي المسجد مبكرا، صحيح أن خطبة الجمعة تمثل بالنسبة لي كل أسبوع محنة، ذلك أن جهود الدولة في تجفيف المنابع – علي عكس كل جهودها الأخري – قد نجحت أيما نجاح، طاردت الدولة كل خطيب مفوه عالم وتركت من يستطيع أن ينفر لا أن يبشر، وكان لجوء فقهاء السلطان إلي نفاق السلطان يضنيني، وكان لجوؤهم إلي الأحاديث الموضوعة و أخطاؤهم الفادحة في اللغة تخرجني من الجو الروحي للصلاة، وصرفني كل ذلك عن الذهاب إلي المسجد مبكرا. كنت أبرر لنفسي وزري في عدم صلاة الجمعة، وكنت أعلم بالطبع الرخصة التي ينحنيها الدين بصلاة الظهر، لكن للجمعة معزة في قلبي، و أدركت أنني سأظل طيلة الأسبوع حزينا ما لم أدركها.

وتذكرت مسجدا في شارع رمسيس – عرفت بعد ذلك أن اسمه مسجد التوحيد- ، وكنت في أيام الجمعة أؤدي صلاتي ثم أقضي شئوني ، و أثناء عودتي أجد أن خطيبه ما يزال يخطب ، وكنت بالطبع حريصا علي عدم الصلاة فيه، أنا الذي لا أطيق خطيب المسجد ربع ساعة فكيف أحتمله ساعتين و أحيانا ثلاث ساعات. وأتذكر في كل مرة كنت أمر فيها علي المسجد أنني كنت أدهش لعدد المصلين، قيل لي فيما بعد أن عدد المصلين في المسجد يصل أيام الجمعة إلي عشرين أو ثلاثين ألفا، وإن كنت أحسبهم أكثر من خمسين ألفا. كان شارع رمسيس رغم اتساعة يضيق بمن يصلون خارج المسجد علي امتداد أكثر من كيلومتر.

تذكرت كل ذلك فكنت كالغريق الذي يفاجأ بقارب إلي جواره، هرعت إلي سيارتي، وتوجهت إلي مسجد التوحيد، ووجدت أن خطيب المسجد لم ينته من الخطبة الأولي بعد. غمرني الفرح، وجلست وسط المصلين في الشارع. لاحظت قوة ضخمة من الأمن تحيط بالمسجد وتتخلل المصلين. ثلاثة لواءات و أكثر من عشرة عمداء ومئات الجنود وسبع سيارات ضخمة من سيارات الأمن المركزي.

جذبني الخطيب بصوته وانفعاله وعلمه ومنهجه.

لم أعرف إلا بعد ذلك أن اسمه : " الشيخ نشأت".

وكانت تجربة روحية لا أنساها أبدا.

وبدأ الرجل يسيطر عليّ شيئا فشيئا.

لقد أكرمني الله بالصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، لكن منهج هذا الرجل يختلف عن منهج أي خطيب آخر.. إذ أنه لم يفصل الدين عن الدولة.. علم غزير بالدين.. ومعرفة واسعة بالسياسة.. وربط عبقري بينهما.. ووجدان متأجج.

رحت أرقب المصلين في ذهول وقد تنامت إلي أذني همهمات بكائهم. ثم تحولت الهمهمات إلي نشيج والنشيج إلي نحيب.. بل راح البعض يصرخ.

لم أكن قد برئت تماما من ضلالات الفكر الغربي والتسلح بما يسمونه الموضوعية، كنت قد بدأت الطريق قبلها بربع قرن، لكنني ضللته طويلا في محاولة التوفيق بين الإسلام ودعاوي الآخرين، توفيق لم أكتشف إلا أخيرا أنه مستحيل. لأنني نواجههم بنصاعة الإسلام وصدقه بينما يواجهوننا بغوايات الشيطان وكذبه، بل لعل الصورة لم تنجل أمامي بكاملها إلا بعد أزمة الوليمة، حين اكتشفت كم تجذر الإلحاد في النخبة، وكيف خدعونا دائما بأنهم يتبنون الإسلام المستنير، كانوا يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام وكنا ننخدع بهم ونصدقهم ونحاول مد الجسور بيننا وبينهم. أقول أنني لم أكن قد برئت تماما، تحدوني تلك النية الطيبة الساذجة في جمع شمل المسلمين دون أن أفطن إلي أن الجانب الآخر لم يكن مسلما. كان الشيخ نشأت يعالج تلك الأمر. وحاولت أن أقاومه. كنت كصخرة وكان كسيل، وحاولت الصخرة أن تثبت مكانها فلم تلبث إلا قليلا. وفي محاولة التشبث تلك ، والرجل يغزوني فتنهار مقاومتي أمامه قلت لنفسي أن به طاقة غريبة و أنه يبدو كما لو كان ينوم جمهور المصلين تنويما مغناطيسيا. وآليت علي نفسي أن أقاوم تنويمه المغناطيسي كي يتسني لي بحث الأمر بفكر موضوعي.

نعود إلي الشيخ نشأت..

أي علم هذا..

أي انفعال هذا..

أي وعي هذا..

إن الرجل يتحدث عن الدنيا والآخرة.. عن الدين والسياسة.. يذكر مقتطفات طويلة من من فلاسفة الغرب ويرد عليها.. يعلم الناس ماذا يقول الدين في حكامهم.. يربط تفاصيل الدنيا بالآخرة.. يدعو إلي الزهد في الفاني والتعلق بالباقى.. لكن الزهد الذي يدعو إليه ليس زهد انصراف ولا زهد تواكل.. إنما هو الزهد عن المغريات والتفرغ لجلائل الأعمال فقد خلقنا الله في الدنيا لكي نعمرها لا لكي ننصرف عنها.. و أن التفوق والسبق في كل مجالات الحياة فرض علي المسلم يأثم إن لم يفعله.. ليس مجرد التفوق في العبادة بل التفوق في العلم والقوة في الزراعة و الصناعة والتجارة والصواريخ والقنابل النووية .. لكن المسلم وهو يفعل ذلك عليه أن يلتزم دائما بخلق الإسلام.

كان الرجل يختنق بالعبرات فيبكي خلفه خمسون ألفا..

وكان يبكي فيصرخ خمسون ألفا..

وكانت تغلبه الشهقات والزفرات فيكاد نفسه أن ينقطع.

في لحظة من اللحظات حين طال صمته بعد شهقة طويلة خشيت أن يكون قد مات.

وكنت ما زلت أحاول مقاومة سيطرة الرجل عليّ.. كنت أقاوم النشيج مع الناشجين والنحيب مع المنتحبين. و عندما أوشكت علي فقدان زمام السيطرة علي نفسي لجأت إلي حيلة أخري.. رحت أتذكر أشياء بعيدة عما يقوله الرجل.. وفشلت.. فرحت أرقب الشارع والسيارات التي لم يبق لها من الشارع إلا حارة ضيقة تسير فيها.. وفشلت.. فرحت أرقب رجال الأمن.. كان ثمة عميد شرطة يتجول بين المصلين فقد خطط الأمن مكان الصلاة بحيث توجد أماكن غير مفروشة يستطيع التجول فيها.. قلت لنفسي أن هذا العميد في أسوأ حال.. فعندما يتحدث الشيخ نشأت عن الطاغوت والجبروت والظلم والتعذيب والتزوير فكأنما يقصده هو.. ورحت أسأل نفسي: كيف يستطيع أن يتوازن؟.. وماذا يكتب في تقريره المباحثي. انتبهت فجأة إلي أمين الشرطة الذي يسير خلفه. كان الرجل يتقلص، وخطر ببالي أنه هو الآخر يقاوم البكاء. قلت لنفسي أن ضراوة هجمة الفساد والانحراف قد ركزت علي الفئات الأعلي من المجتمع، فكلما ارتفعت رتبة الرجل - أو منصبه أو جاهه أو ثراؤه- في المجتمع كلما ازداد فساده وانحرافه

وابتعاده عن الدين.. لقد شربوا أكثر من الماء الملوث.. وقلت لنفسي أنه بهذا المنوال فإن القيمة الإنسانية لأمين الشرطة أعلي من العميد.. نعم ثمة تناسب عكسي أفرزه نظام مختل.. رحت أرقبهما محاولا الانصراف عن تأثير الشيخ نشأت.. كان أمين الشرطة ممزقا بين خوفه من العميد الذي يسير أمامه وبين تأثره بكلام الشيخ نشأت.. وطفقت أتخيل ما يدور بذهنه من مظالم ارتكبها – بأوامر عميده – ومن فظائع اجتأ عليها ومن محارم انتهكها وهو يطيع الخلق في معصية الخالق. . ورحت أراهن نفسي: هل سيصمد الشيطان فيه أم سيخرق مع دفقات النور التي يسمعها.. وفجأة وجدته - أمين الشرطة - ينهار.. فيكبو علي الأرض ويصرخ وينبش التراب بأضافره ويحثوه علي وجهه.. ونظر العميد إليه في غضب وخوف وهو يلمحنا بطرف خفي ثم يهرب من المكان.

وانهارت مقاومتي فبكيت.

***

بعد ذلك أصبح مسجد التوحيد مقصدي ومبتغاي كلما استطعت إلي ذلك سبيلا.. ومن خطباء ذلك المسجد تعلمت الكثير عن الدنيا والآخرة..

عرفت أحوال المسلمين في أماكن لم أكن من قبل ألقي إليها طويل بال فلدينا من الكوارث ما يكفي..

وتعلمت من المسجد أن حل الكوارث التي تحيق بالمسلمين لا يمكن أن يكون جزئيا.. و أن حل مشكة فلسطين لن يتم بمعزل عن دفع الظلم عنهم في الشيشان و أفغانستان وبورما والفليبين..و.. ..

لم يكن مجرد " جامع" بل كان جامعة.. كان يعيد إلي المسجد نموذجه في عصور الإسلام الأولي..

والمسجد مكون من ستة طوابق تكتظ بالمصلين الذين يفيضون في الشوارع.. بني بالجهود الذاتية.. يقوم بنشر الوعي الديني في محاضرات يحتشد لها ألوف.. كما أنه لم ينس واجبه الاجتماعي.. واعتمادا علي التبرعات كان يعول ألفا ومائتى أسرة لكل أسرة من أسر المعدمين مائة جنيه شهريا، و إزاء اقتناع الناس بما يسمعون انهالت التبرعات حتي تمكنت إدارة المسجد من شراء قطعة أرض بجوار المسجد.. واعتزموا بناءها كمستشفي خيري.

***

في أواخر العام الماضي جاء القرار الكارثة فصدر القرار بضم المسجد للأوقاف وهبط عدد رواده المصلين من خمسين ألفا إلي أقل من مائتين.

طعن قلبي..

وكففت عن الذهاب..

كنت أمني نفسي – وكنت علي خطأ- أن في الدولة تيارا عاقلا سيترك مثل هذا المسجد بعيدا عن عمليات الترويض وتجفيف المنابع خاصة أنه لم يذكر أبدا أنه قد نسب إلي رواده القيام بمظاهرة أو أي عمل من أعمال العنف.. كان منارة علم فأطفئوها.

وكان قرار تبعية المسجد للأوقاف تعني تبعيته للدولة – فالأوقاف تابعة للدولة.. وكانت تبعيته للدولة تعني تبعيته لأمريكا و إسرائيل.

لكت المرارة التي سرعان ما شغلتني عنا مرارات أشد..

***

منذ شهور فوجئت بأخبار تنشرها بعض الصحف علي استحياء عن القبض علي تنظيم متهم بتسريب السلاح إلي الفدائيين الفلسطينيين.. وقلت لنفسي أن الذي فعل ذلك قد غطي عورتنا حمانا من فقدان آخر قطرة شرف.

تسربت الأنباء بعد ذلك أن من بين المتهمين الشيخ نشأت..

ثم تسربت أنباء أخري أن بين المتهمين نجل الوزير حسب الله الكفراوي وحفيد أمين الجامعة العربية السابق عصمت عبد المجيد.

أشيع أن المحققين كانوا متعاطفين مع المتهمين، ولم تكن هناك في الواقع قضية، بل مجرد شبهات لا يقوم دليل عليها سوي بلاغ من إسرائيل. وكان الاتهام أنهم كونوا مجموعة لتهريب السلاح إلي فلسطين. وقيل أن السلطة كانت خجلي من توجيه مثل هذا الاتهام إليهم إزاء زخم المشاعر الشعبية التي ستعتبر مثل هذا الاتهام شرفا يستحقون عليه وساما.وسرت الشائعات أن النيابة لن تقدمهم إلي المحاكمة وأنهم سيظلون رهن التحقيق في محبسهم عاما أو بعض عام ثم يفرج عنهم كما حدث في مئات القضايا المشابهة. وتجمدت القضية وسط تعتيم إعلامي كثيف، فالصحف القومية لا تنشر ، أما الصحف الحزبية والمستقلة ( وكلاهما يلبس أقنعة مزيفة للاستقلال عن الحكومة بينما يتلقيان الأوامر منها، ويحدد لهم مسبقا ما يمكن أن يعارضوه، وعادة ما يكون تصفية حسابات بين أجنحة السلطة المتصارعة) فلم تنشر شيئا بعد تحذيرات غليظة من السلطة، وحتي الصحف العربية لم تنشر شيئا، وربما كان يمكن لنا أن نفهم – لا أن نقبل – موقف معظم هذه الصحف، لكننا لا نستطيع أن نفهم موقف صحيفة كالقدس العربي، وهي صحيفة قومية جعلت من فلسطين قضيتها الكبري، وعلي الرغم من أن قضية ما سموه " تنظيم الوعد" كا ينبغي لها أن تكون في صلب اهتمامات هذه الصحيفة ، إلا أنها لم تفعل. إنها تمثل الجزء الأقل سوءا من التيار القومي، الجزء الذي لا يجاهر بالعداء للدين ، وهو جزء ربما يملك النوايا الطيبة التي تقود إلي جهنم، لأن النهاية الطبيعية له بين قصور الفكرة واهتراء الواقع لابد أن يقوده في النهاية إلي مكان تكون فيه إسرائيل أقرب إليه من الإسلام و أقل خطرا، ومن يرد أن يقرأ التفاصيل عن ذلك فليقرأها في كتاب" المبتسرون" للكاتبة أروي صالح. خلاصة الأمر، أن ما يسمي بتنظيم الوعد، قد قام بأقصي ما تطمح إليه صحيفة القدس العربي، وهو تهريب السلاح إلي الفلسطينيين، لكنه ارتكب ذنبا لا يمكن أن يغفره التيار القومي، وهذا الذنب: هو كونه مسلما!!.

ثم حدثت أحداث 11 سبتمبر. وتطوع صحافي من المشهورين بعلاقتهم بأجهزة الأمن بأن ينشر في صحيفته علي نطاق واسع أن هذا التنظيم علي علاقة بتنظيم القاعدة، لقد حسبها الكاتب الهمام أنه بذلك يسدي معروفا إلي النظام في بلادنا، وزاد الأحمق من جرعة أكاذيبه فقال أن من بين أعضاء التنظيم من تدرب علي الطيران في أمريكا تمهيدا للقيام بأعمال إرهابية في مصر، وكان يظن أنه بذلك يضع مصر في نفس الصف مع أمريكا، لكن أمريكا كشرت عن أنيابها متسائلة عن سبب عدم إبلاغها بهذا التنظيم، وبدا أن تقصير (‍‍!!) أجهزة الأمن المصري في إبلاغ أمريكا كارثة، إذ أنهم لو أخطروا أمريكا في الوقت المناسب لربما أمكن توقي ما حدث في 11 سبتمبر. وحاولت السلطة في أعلي مستوياتها إصلاح ما أفسده الكاتب الدب فصرحت بأنه لا علاقة بين تنظيم الوعد وتنظيم القاعدة..

لكنهم وقد وصل الأمر إلي ما وصل إليه سارعوا بتحويل التنظيم كله إلي محاكمة عسكرية.

***

المزيد من التفاصيل يمكن للقارئ أن يرجع إلي مقال نشرته الشعب في الأسبوع الماضي تحت عنوان: " تنظيم الوعد"..

***

ما ذبحني يا قراء.. ما جعلني أسترجع تاريخ عشرة أعوام.. وما جعلني أتذكر انطباعي الأول عن الشيخ نشأت.. هو ما قرأته في المقال الذي نشرته صحيفة الشعب في عددها الماضي..

فلقد عذبوه..

عذبوا الشيخ الجليل واستمر تعذيبه ست ساعات متوالية..

***

يا رب..

يا قهار..

يا جبار..

انتقم..

فأجهزة الأمن في عالمنا الإسلامي أصبحت تبدو كما لو كانت فروعا للموساد والسى آي إيه والإف آي بي..

فانتقم..

يا قهار يا جبار يا عزيز يا مذل.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home